“الســائرون نيامــًا”
لم تكن أدوات سعد مكاوي التقنية وحدها، هي التي تبلورت حينما كتب “السائرون نيامًا”، وإنما كانت قد تشكلت له أيضًا – مثل كثيرين من أبناء جيله – معرفةٌ عميقة وموسوعية بالتراث الإنساني، ورؤيةٌ للواقع المصري والعربي والإنساني. وقد لعبت عوامل ثلاثة أساسية دورها في تشكيل هذه المعرفة، وصياغة تلك الرؤية: أولها، نشأته الريفية التي تركت أثرًا عميقًا في رؤيته؛ فقد نشأ في قرية الدلاتون بالمنوفية، لأب من رجال الدين له مكتبته التراثية العامرة، ورأى في الصغر صراعات هذه الفرية بفلاحيها وحرفييها وهامشييها، وهي الصراعات التي رسمها فيما بعد في مجموعة “الماء العكر”
Continue Reading