علي خليفة الكواري
دعـوة للكتـابة الديمقراطية و الإنتخابات في البلاد العربية
في سياق تنمية فهم مشترك أفضل لمبادئ ومؤسسات وآليات الديمقراطية المعاصرة وضمانات تطبيقها على أرض الواقع، يدعو “مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية” الذي يتخذ من اكسفورد مقراً له, الراغبين من الباحثين في إعداد دراسة مُعمقة لمفهوم ” الإنتخابات الديمقراطية” وتطبيق ذلك المفهوم على أحدث إنتخابات برلمانية أو رئاسية في بلدهم. والغرض من هذه الدراسة هو معرفة مدى إرتقاء أي من تلك الحالات الإنتخابية إلي مرتبة ” الإنتخابات الديمقراطية”…هذا من ناحية. ومن ناحية… أُخرى تقييم تلك الإنتخابات ومقارنتها من حيث القصد منها ومدى تعبيرها عن إرادة الناخبين ومدى كونها حرة ونزيهة.
ان الداعي الملح لطرح مفهوم “الإنتخابات الديمقراطية” للحوار، هو تزايد نسبة الانتخابات الدورية في الدول العربية دون ان يرافق ذلك ، بالضرورة ، التزام دقيق بمعايير الانتخابات واصول العملية الانتخابية. لذلك وحصرا على التمييز بين انتخابات تسهم في عملية التحول الديمقراطي وتفتح الطريق امام مشاركة المواطنين والمواطنات في الحكم، واخرى تجهض مثل هذه التحولات، وجدنا انه من المناسب فتح حوار فكري بناء وموضوعي حول مفهوم ومقومات الانتخابات الديمقراطية. وجديَُر بالتأكيد أن العملية الإنتخابية بإختصار تقع في صُلب نُظم الحُكم الديمقراطية، والفرق الجوهري بين نُظم الحُكم الديمقراطية وأنظمة الحُكم الآُخرى يتجلي في نوعية الإنتخابات والقصد منها. ولذلك لا يكتسب نظام الحكم صفة الديمقراطية إلا إذا التزم بإجراء إنتخابات ديمقراطية, بكل ماتحمله كلمة إنتخابات من معني وقيمة وما تتطلبه من شروط ومسؤلية.
ومن أجل التعرف على نوعية الإنتخابات في الدول العربية، يُنتظر من الباحثين المشاركين في الدراسة أن يتطرق كل منهم أولاً: إلى تحديد مفهوم الإنتخابات الديمقراطية. ثانياً: أن يتناول تقييم حالة الإنتخابات التي يدرسها وفقاً لمعيار الإنتخابات الديمقراطية من حيث الغرض منها, والنظام والقانون والإجراءات والمؤسسات التي يتم إجراء الإنتخاب في إطارها, والنتائج التي أسفرت عنها الإنتخابات محل الدراسة.
ويمكن على سبيل المثال وليس الحصر تناول الجوانب التالية:
مدى إندراج العملية الإنتخابية دستورياً وعملياً في إطار التعبير عن سيادة الدولة والشعب وولايته على نفسه بإعتباره مصدر السلطات في الدساتير والقوانين وعلى أرض الواقع .
توجهات نظام الإنتخابات مع الاشارة إلى كيفية ظهوره ومدى ملائمته والمأخذ عليه.
موضوعية قانون الإنتخابات وشمولية ضوابطه لفترة ما قبل الإنتخابات وأثنائها ومرحلة ما بعدها.
إجراءات الإنتخابات ومنها حجم وحدود الدوائر الانتخابية وحيادية المؤسسات القائمة علي إدارتها.
تقييم نتائج الإنتخابات ومقارنتها من حيث نسبة التسجيل والمشاركة وشمولها لفئات الشعب وكذلك نوعية المؤسسات المنتخبة التي تُفرزها ومدى تحقيقها لعملية إنتخاب حقيقة وليس مجرد تصويت وإقتراع تشوبة الآفات ولا يُعبر عن إرادة الناخبين.
ويُرحب “مشروع دراسات الديمقراطية” بالراغبين في المشاركة ويدعوهم إلى إرسال تصُور أولي مع السيرة الذاتية إلى منسقي المشروع الدكتور رغيد الصلح والدكتور علي خليفة الكواري
aleslah@hotmail.com فاكس : 4875975-0974