أيها القرّاء الاعزّاء
كان وما زال موضوع الثورة العربية وتبعاتها الفكرية والسياسية محور الأعداد الأخيرة من مجلة منبر ابن رشد التي تتمسك بتلك الدعوة الملحّة للتغيير.
ويتناول هذا العدد بعضاً من تلك المشاكل المعقدة في العالم العربي. والتركيز الرئيسي هنا سيدور ما بين الفكر العلمي المحض والسياسي.
يقول الكاتب الفلسطيني أحمد حرب في شهادة أدبية عن “الأدب الفلسطيني بعد أوسلو”:
“…إن من أهم ما يميز المشهد الأدبي الفلسطيني في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو هو التشبث القوي لما هو ثابت واستراتيجي في السردية التاريخية الفلسطينية ولو أن هذا التشبث يوقع الكاتب الفلسطيني أحياناً في تناقض واضح مع الذات تحت يافطة ضرورة التكيف مع السائد، وفي أحيان أخرى يوقعه بين براثن التهميش والعزلة والاغتراب…”
نظرية داروين أم حقيقة؟ يستعرض الكاتب حبيب عبد الرب سروري هذا الموضوع بمناسبة مرور 150 عاماً على نشر كتاب داروين “أصل الانواع” الذي أثار جدلاً لا مثيل له دام أكثر من قرن من الزمان كونه مسّ أكثر المواضيع جوهرية وحساسية في حياة الإنسان ألا وهي: سرّ وجوده.
مع أنه مرّ على كتابة بحث الإضطرابات العربية للباحث الالماني فولكر برتيس أكثر من سنة ولكنه لا يزال برأينا ينطبع على الوضع الراهن بعد انتهاء السنة الثالثة من بداية الإنتفاضة العربية أو ما يسمى بالربيع العربي. تحليل علمي شيّق يركز على الديموغرافيا كسبب مهم للثورة ويحلل دور مراكز القوى في الشرق الأوسط. يعتبر أن التغيير لن يتوقف عند أي من البلدان العربية قصر الوقت أم طال.
يتناول المفكر والكاتب الفلسطيني أحمد البرقاوي-فلسطين موضوع “السلطة وعقل الغنيمة” يقول:
“ما لايدركه المشتغلين بالسياسة أنّ أهم المشكلات ليست تغيير السلطة بل بناء دولة بالمعنى الحقوقي والسياسي تنهض بها المؤسسات المستقلة عن أية سلطة.”
يقدّم الباحث المغربي أبو عظم صلاح الدين بحثاً بعنوان “الشباب المغاربي بين الذات والانا الجماعية”
“ان الحديث عن المغرب العربي يقودنا دوما للحديث عن الجانب الاقتصادي و فرص التكامل من أجل مصلحة الجميع لكن هل تساءلنا دوما عن ما هو أعمق، عن الفرد المغاربي و عن ثقافته و عن تاريخه و عن مفاهيمه؟ هل حاولنا أن نستثمر فيما لا يزول؟ الاستثمار في البشر في ظل هذه المعادلة من هو المكون الأساسي للمجتمع المغاربي و ما هي مشكلاته اليوم؟ و ما دور الأجيال المتعاقبة في تكوين جيل النهضة لبناء صرح المغرب العربي الكبير؟”
هاينز بوده يفتح النقاش حول عدم المساواة في سياسة التعليم في ألمانيا. في رأيه لا يمكن حصر ظاهرة الاستبعاد الاجتماعي على الحرمان الاجتماعي، ولا يمكن أن تفهم على أنها ناتجة عن الفقر النسبي فحسب “بل هي متعلقة بمسألة حرمانهم أو منحهم مكانا في بنية المجتمع إجمالا” والخاسرون من المهاجرين هم اؤلائك الذين تعتبرهم الطبقة “المتحضرة” من الأغلبية في مجتمعنا بأنهم يكوّنون تهديداً على التماسك الاجتماعي. ويصف بوده ظاهرة الاستبعاد الاجتماعي لبعض الفئات، ولا سيما التمييز ضد أطفال من آباء هاجروا إلى ألمانيا واستقروا بها ويحلل أسباب عدم تكافؤ الفرص.
أما د. حامد فضل الله فيقدّم لنا عرضاً جيداً لكتاب الدكتور حيدر إبراهيم علي عن الديمقرطية في السودان. يتحدث الكاتب عن أن الصراع في السودان هو صراع بين الحداثة والتغيير من جهة والتقليدية والمحافظة من جهة أخرى. دراسة نقدية ثوثيقية مهمة جداً لناريخ السودان السياسي الحديث.
وأخيراً، نحب أن نذكركم أننا نرحب بكم لتقديم المساهمات للقضايا المقبلة، أو الآراء والتوصيات. فأهلا بكم فب منبر ابن رشد!
نتمنى لكم قراءة شيقة!
د.عبير بشناق
رئيس التحرير