سيرة حياة راشد الغنوشي

English Deutsch

راشد الغنوشي

راشد الغنوشي واسمه الحقيقي راشد الخريجي (ولد في 22 يونيو 1941 بالحامة في ولاية قابس) سياسي ومفكر إسلامي تونسي، زعيم حركة النهضة التونسية ومساعد الأمين العام لشؤون القضايا والأقليات في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

عاش راشد الغنوشي في المهجر في لندن بعد نفيه من بداية التسعينات إلى أن عاد بعد الثورة التونسية في 2011.

نشأ راشد الغنوشي في الحامة جنوب تونس حيث زاول تعليمه الإبتدائي في الحامة قبل أن يتحول إلى مدينة قابس لمواصلة تعليمه الثانوي. تحصل على شهادته من مدرسة قرآنية، بعد ذلك ذهب إلى تونس العاصمة ليتم دراساته في جامعة الزيتونة حتى تحصل على شهادة في أصول الدين. بعد أن أصبح مدرسا في قفصة، درس الغنوشي سنتين قبل إنتقالة إلى مصر في 1964، لإتمام دراسته في الزراعة في جامعة القاهرة، وكان أنذاك معجب بالتيار الناصري. مع ذلك، ونتيجة للصراع الدائر بين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف، منعت السفارة التونسية في القاهرة الطلبة التونسيين بالبقاء في مصر. ولذلك انتقل الغنوشي إلى دمشق، وحصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1968. انتقل الغنوشي إلى فرنسا بهدف إستكمال الدراسة في جامعة سوربون.

في نهاية السنوات 1960 دخل الغنوشي تونس حيث أخذ بورقيبة تدابير لنصب العلمانية في المجتمع. ولكن قام بورقيبة بتغيير النظام التعليمي ودعم الدراسة الدينية لمواجهة التوجهات الماركسية في الحركات النقابية والجامعية ومنذ السنوات 1970 سمحت السلطات بتشيد جوامع وبيوت صلاة في الجامعات والمصانع. في 19 يونيو 1967، وفي سياق المشاركة الاجتماعية والسياسية التقدمية، جمعية المحافظة على القرآن، التي أسستها إدارة الأديان، قدم لها إسلاميو الحزب الدستوري الإشتراكي عدة مقار للتركز فيهم ومن بينهم راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وأحميدة النيفر. وهنا بدأ الغنوشي بالتدريس في المدارس الثانوية، الجامعات والمساجد، مع مجموعة أسسوا فيما بعد الجماعة الإسلامية. هذه الجماعة بدأت بعقد مؤتمر لها في أبريل 1972 وكونوا بذرة وقاعدة الحركة التي ستكون رمز الإسلام السياسي في تونس في السنوات 1980، وهي حركة الإتجاه الإسلامي.

حوكم الشيخ الغنوشي عدة مرات على يد النظام التونسي الذي سبق ثورة 2011 والذي اتهمه وحركته بالعديد من التجاوزات، وكان أهمها:
•    محاكمته عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاما.
•    محاكمته عام 1987 وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
•    محاكمته غيابياً عام 1991 مرة أخرى بالسجن مدى الحياة.
•    محاكمته غيابياً عام 1998 بنفس الحكم السابق.

بسبب إتهامات بتورطه في أعمال «إرهابية» من قبل السلطات التونسية، كاتهامه بحرق عدة مراكز تعليمية، وخطف مسؤولين، استهدفت الحركة من قبل القضاء ووقف الغنوشي عدة مرات أمام المحاكم، وحوكم في أول مرة بأحد عشر سنة سجنا قضى منها ثلاثة سنوات من 1981 حتى 1984 بعد خروجه في إطار عفو عام، ولكنه عاد ثانية للإحتجاجات والنشاط السياسي. حوكم ثانية بالأعمال الشاقة والسجن المؤبد في 27 سبتمبر 1987. هذا الحكم لم يكن كافي بالنسبة للرئيس الحبيب بورقيبة، حيث قدم مطلبا للرفع من الحكم إلى عقوبة الإعدام. لم يتم تنفيذ هذا الحكم بسبب إنقلاب 7 نوفمبر 1987 من قبل الرئيس الجديد زين العابدين بن علي الذي أمر بإطلاق سراح الغنوشي في 14 مايو 1988. أمام السياسة الجديدة، قدم الغنوشي في بداية 1989 طلبا بأن تصبح حركة الإتجاه الإسلامي قانونية قبل أن يغير إسمها بعد ذلك لحركة النهضة، ولكن تم رفض هذا الطلب في شهر يونيو من نفس السنة.

غادر راشد الغنوشي إلى الجزائر العاصمة في 11 أبريل 1989 بعد صراعات مع السلطة وبعض المسؤولين في الدولة. ذهب بعد ذلك الغنوشي للسودان، أين تحصل على جواز سفر سوداني دبلوماسي وفي نفس الوقت أصبح رئيسا لحركة النهضة سنة 1991. في نفس السنة استقر راشاد الغنوشي في مدينة أكتون في ضواحي العاصمة لندن، وتحصل على حق اللجوء السياسي في أغسطس 1993، قبل هذا حكمت عليه المحكمة العسكرية بتونس غيابيا في 28 أغسطس 1992 مع قيادات أخرى من حركة النهضة بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر على وضد رئيس الدولة.

أثناء فترة نفيه من تونس، منعت عدة دول الغنوشي من الدخول إليها مثل الولايات المتحدة، مصر، لبنان. في مارس 1995، طرد الغنوشي من إسبانيا أثناء مشاركته في ندوة دولية عقدت في قرطبة حول الإسلام وعلاقته بالحداثة.
بقي راشد الغنوشي في المنفى حوالي 21 سنة.

عاد راشد الغنوشي إلى تونس في 30 يناير 2011 بعد الثورة التونسية التي أدت إلى سقوط الرئيس زين العابدين بن علي وبعد أكثر من 21 سنة من النفي واللجوء السياسي في بريطانيا.

بقي راشد الغنوشي رئيسا لحركة النهضة بعد الثورة التونسية، وبعد فوز الحركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي بقي فاعلا في المجال السياسي الخاص بالحركة.

المؤلفات
•    طريقنا إلى الحضارة.
•    نحن والغرب.
•    حق الاختلاف وواجب وحدة الصف.
•    القضية الفلسطينية في مفترق الطرق.
•    المرأة بين القرآن وواقع المسلمين.
•    حقوق المواطنة في الدولة الإسلامية.
•    الحريات العامة في الدولة الإسلامية.
•    القدر عند ابن تيمية.
•    مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني.
•    الحركة الإسلامية ومسألة التغيير.
•    من تجربة الحركة الإسلامية في تونس.
•    تمرد على الصمت.

وقد ترجم بعض من كتبه إلى لغات أجنبية، كالإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والإسبانية والفارسية.

فاز راشد الغنوشي مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بجائزة شاثام هاوس الملكية البريطانية لحرية الفكر والتعبير في 2012.

راشد الغنوشي متزوج، وأب لأربعة بنات وصبيين، وهما براء ومعاذ، هذا الأخير يعمل كاقتصادي، وغالبا ما يرافق أباه في القمم الدولية مثل المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة 2012. من بين بناته يمكن أن نذكر يسرى، وهي دكتورة في الفيزياء الفلكية، والناطقة الرسمية بإسم حركة النهضة على النطاق الدولي، والتي دائما ما تتدخل على القناة الرابعة البريطانية، وكذلك إنتصار، حاصلة على شهادة في الحقوق من جامعة كامبريدج وكلية لندن للاقتصاد والتي تشتغل كمحامية مختصة في الدفاع وحقوق الإنسان. وإبنته الأخرى سمية، حاصلة على شهادة في الفلسفة وباحثة في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن، وأيضا تقوم بكتابة مقالات منتظمة في مجلة جارديان البريطانية منذ 2006، وهي متزوجة من رفيق عبد السلام، وزير الخارجية في حكومة حمادي الجبالي.


موقص صفحته الخاصة:  www.rachedelghannouchi.com  

هذه السيرة مقتطف من مقال ويكيبيديا. لمزيد من المعلومات أنظر

http://ar.wikipedia.org/wiki/راشد_الغنوشي

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial