تتشرف مؤسسة ابن رشد ضمن روح من التفكير الحر في العالم العربي وخارجه بدعوتكم لحضور ديوان الفلسفة القادم تحت عنوان”الفلسفة والأدب :صناعة الوعي المعرفي والعلاقة بالآخر”مع الدكتور عبد الحكيم شباط، حول روايته “شارع بودين”. يعقد ديوان في السادس والعشرين من يوليو ، في الساعة السابعة مساءً و يناقش فيه الدكتور عبدالحكيم شباط معكم خلفية سلوكيات معينة للجاليات العربية والمسلمة في برلين ، و إلى أي مدى يتشكل وعينا المعرفي استنادًا على ذاكرتنا الجمعية .وكذلك مدى تأثير هذا الوعى المعرفي على علاقتنا ” بالأخر” المختلف.“شارع بودين” رواية فلسفية نقدية، تحفر في الذاكرة والموروث لتبين أثرهما في تشكيل وعي الفرد الحاضر، ووجدانه، وتنتقد كل ما من شأنه أن يفرض الوصاية على العقل الإنساني، ويكبح قدرته على التجديد والإرتقاء، وكل ما من شأنه أن يحارب حاجات الإنسان النفسية والعاطفية. تعالج الرواية قضية تزييف الوعي المعرفي للأجيال والمجتمعات عبر التاريخ، وتبيِّن أن الكثير من المعلومات التي قدمت على أنها حقائق أو مسلمات، ليست أكثر من افتراضات أو وجهات نظر تخدم فئات معينة، وقد تم التواطؤ على اعتبارها قضايا لا تحتمل الشك. تجري أحداث الرواية في عالمين متوازيين؛ عالم كارل من شارع بودين، في مدينة برلين، وهو شخص مهذب تعوَّد أن يهتم بهندامه، وأن يذهب ليصلي في الكنيسة في كل يوم أحد، إلا أنه في ذلك اليوم وجد أن الكنيسة قد تحولت إلى مسجد بطريقة شبه سحرية، وهو كذلك تحول إلى مسلم، وبذلك تسنى له الولوج إلى العالم الداخلي للجالية العربية والمسلمة في برلين، وأن يرصد أحوالها من الداخل، فهاله المزج الخطير ما بين السياسة والدين، واستخدام الأخير للتكسب من قبل البعض، ولتحقيق أهداف سياسية أو مصالح فردية. أما على الطرف الثاني، فإن الراوي يحدثنا عن عالم عامل النظافة أو عديم الاسم كما يدعى في الرواية، وهو شخص متعلم ومثقف أجبرته الظروف على العمل مستخدمًا في ملجأ للاستشفاء النفسي، وهناك يتاح له أن يجري حوارات متنوعة مع النزلاء، الذين كان جلهم يمثلون تخصصات معرفية مختلفة. وقد تبيَّن له بالتالي أنَّ ثمّة محاولة لتزييف الوعي في المجتمع، وكذلك بأن الكثير من المسلمات لم تكن كذلك. وبين الأحداث التي تجري في العالمين، ترك لنا الراوي بعض النصوص غير المكتملة، التي غالبًا ما تأتي على شكل خواطر وجدانية أو أحلام.سوف تٌقدم قراءة نقدية للنص الروائي في رواية شارع بودين، في إطار طرح الأسئلة التالية، للنقاش:1- إلى أي مدى نجح الكاتب في تصوير واقع الجالية العربية في برلين؟2- هل قدم النص مساهمة نقدية جادة للمعارف والسّلوكيات أم مجرد تكرّيس لصور نمطية؟3- إلى أي مدى تصح مقاربات الكاتب، بأنه ثمّة –حقًا- تزييف للوعي العربي والإسلامي المعاصر؟4- وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الأدب في تحرير هذا الوعي من زيفه؟
د.عبد الحكيم شباط
درسَ العلوم الفلسفيّة والاجتماعيّة، والمسرح والنقد الأدبي، وعلوم الدّين. عمل لسنوات في جميع مراحل التّعليم وعين مُحاضرًا في الجامعة. درس في كلية الفلسفة الأولى في جامعة برلين مناهج العلوم الطّبيعيّة وعلى وجه الخصوص الفيزياء النّظريّة، ثمّ مناهج العلوم الإنسانيّة وعلى وجه الخصوص النّظريّة الاجتماعيّة وحصل على دكتوراة فلسفة من جامعة برلين في تخصص ابستيمولوجيا العلوم الإنسانية والاجتماعية.
عمل مشرفًا على بعض مراكز تعليم اللَّغة العربيِّة لغير النّاطقين بها في برلين لعدّة سنوات. يعمل مُشرفًا اجتماعيًا لقضايا الاندماج اللُّغويّ في مؤسسة(CJD Berlin- Brandenburg)
عضو في عدّة جمعيات علميّة وأدبية.لديه عدّة أبحاث وكتب منشورة باللّغتين العربيّة والألمانيّة، منها:
- مسرحيّة قلوب محطمة- دمشق، 1997م
- رواية أحلام صغيرة – دمشق، 2000م
- كتاب إعادة البناء العقلي والواقع التَّجريبيِّ: مساهمة في النَّظرية الاجتماعيِّة- برلين، 2011م
- حكايات شرقيِّة من برلين: مجموعة أدبيِّة نقديِّة- الكويت، 2012م
- كتاب شتلات: مقالات نقديِّة – الكويت، 2013م
- شارع بودين: رواية نقدية- برلين، 2017م
- مدرسة إيرلانغن: طروحات في العلوم الإنسانية والاجتماعية – قيد النشر، برلين 2018
- مشروع ترجمة قيد العمل: نصوص الملحمة الشعرية الجرمنيّة (Das Nibelungenlied)
ملحوظة : يوجد بضع نسخ مجانية من الرواية
للحضور.يعقد الديوان في الساعة السابعة مسائا على العنوان التالي
Ulmenallee 35, Berlin 14050