كيف كانت تعيش المرأة في سورية قبل الثورة، أي في الفترة الواقعة بين استقلال سورية عام 1946 واندلاع الثورة في عام 2011؟ كيف كان وضعها الاجتماعي والسياسي؟ كيف كانت حياتها اليومية؟ ما الحيز الاجتماعي التي كانت تتحرك فيه بحريةٍ، وما القيود الاجتماعية التي كانت تحكمها؟
ما هي التغييرات التي كانت تأمل النساء في تحقيقها لأنفسهن، بعد انطلاق الاحتجاجات في سورية؟ هل كانت تختلف آمالهن عن آمال الرجال المتظاهرين إلى جانبهن؟ وما هو دور النساء في الثورة آنذاك؟ هل كانت المراة طرفاً فاعلاً بدرجةٍ مساويةٍ لفاعلية الرجل، أم أنها كانت تناضل من أجل تحقيق هذه الفاعلية؟
تلك هي أهم الأسئلة التي تناولتها الباحثتان د. سلام سعيد ونسرين حبيب، في المحاضرة التي دعت إليها ونظمتها مؤسسة ابن رشد.
د. نسرين حبيب و د. سلام سعيد
اهتمت د. نسرين حبيب في الفترة الأخيرة، اهتمامًا خاصًّا، بالتغيرات التي طرأت على دور المرأة السورية، بوصفها لاجئةً في ألمانيا. تخرجت في عام 2005، من جامعة دمشق، كمهندسة شبكات وأنظمة تشغيل كمبيوتر؛ ثم غادرت سورية مع اندلاع الاشتباكات المسلحة فيها، لمتابعة الدراسة؛ فدرست بدايةً في جامعة لوند السويدية في اختصاص “الابداع الاجتماعي في السياق الرقمي”، ثم حصلت على دبلوم في البحوث النسوية من الجامعة العربية في بيروت، حيث أجرت بحوثًا حول وضع العائلات السورية التي هاجرت من سورية إلى لبنان منذ عام 2011. أنهت سلام سعيد دراستها في العلوم الاقتصادية من جامعة دمشق، وحصلت على شهادة الدكتوراة عام 2010 من جامعة بريمن. وتجري منذ عام 2009 أبحاثًا في عددٍ من الجامعات الألمانية عن اقتصاد الدول العربية والاندماج الاقتصادي الإقليمي العربي والاقتصاد السياسي في منطقة الشرق الأوسط. منذ عام 2009 حتى الآن، تعمل سلام سعيد منسقةً علميةً في مشروع “التنمية العادلة اجتماعيًّا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” لمؤسسة فريدريش إيبرت في تونس. نشرت سلام سعيد عددًا من المقالات والدراسات في كتبٍ حول الاقتصاد الاجتماعي والسياسي في سورية وحول أهمية المستوى التعليمي للاجئين السوريين. عُقدت المحاضرة برعاية “محاضرات ابن رشد” – مع ترجمةٍ ألمانيةٍ مباشرةٍ عن طريق المترجم د. غونتر أورت – يوم الثلاثاء، الموافق للثالث والعشرين من أيار، الساعة الثامنة مساءً في: Mehringdamm 61, 10961 Berlin