كلمة تكريم الكاتبة الفلسطينية عائشة عودة الفائزة بجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لـعــام 2015 عن أدب السجون
صبحي حديدي
من المفارقات الكبرى في تاريخ العلاقة بين الإبداع والحرية، أنّ الكثير من الأعمال الخالدة لم تولد في ظلّ تمتّع المبدع بالحرية، بل في سياقات مناقضة تماماً، أي تحت وطأة القهر والتعسف والطغيان، وفي السجون والمعتقلات على وجه التحديد. ولعلّ الأمثلة الأبرز على أدب السجون في التراث الغربي تبدأ من ميغيل دي ثيربانتيس Cervantes، في رائعته “دون كيهوتة”؛ وماركو بولوMarco Polo ، في تدوين رحلاته إلى الصين؛ ومارتن لوثرLuther، في ترجمة “العهد الجديد” إلى الألمانية؛ وفيودور دستويفسكيDostoevsky ، في كثير من الأعمال التي كُتبت تحت حكم بالسجن خمس سنوات مع الأشغال الشاقة في سيبيريا؛ وأنتونيو غرامشي Gramsci، في “دفاتر السجن”؛ وجان جينيه Genet، في “سيدتنا ذات الزهور”، وسواهم كثر.
وأمّا في أدبنا العربي، فإنّ الشعر باعتباره “ديوان العرب” خلّف لنا نماذج رفيعة من قصائد يصحّ بالفعل أن نطلق عليها صفة “السجنيات”؛ عند طرفة، والمنخل اليشكري، وبشر بن أبي خازم، وأبو محجن الثقفي، والحطيئة، والفرزدق، والشنفري، وأبي فراس الحمداني، والمعتمد بن عباد، وأبي الطيب المتنبي، وسواهم. وأمّا في العصور الحديثة، فإنّ أنظمة الاستبداد، التي حكمت معظم أقطار العالم العربي، وزجّت بالمبدعين في السجون والمعتقلات، تكفلت أيضاً باستيلاد أعمال أدبية رفيعة؛ بل إنّ المرء لا يبالغ إذا افترض أنّ من النادر أن تغيب موضوعة السجن والاعتقال عن نتاج أيّ مبدع عربي.
ويمكن تقسيم أدب السجون إلى أنماط عديدة، لعلّ أبرزها ثلاثة:
الأوّل هو الأدب الذي يتناول تجربة الاعتقال، دون أن يكون المؤلف نفسه قد مرّ بتلك التجربة، بل هو ينتجها استناداً إلى مخيلته الشخصية، أو إلى تجربة، أو تجارب، بلغت مسامعه؛ عن أشخاص حقيقيين، أو أشخاص متخيَّلين، أو في منزلة وسيطة بين الواقع والخيال. وغنيّ عن القول إنّ الكثير من نماذج هذا النمط الأوّل تتصف بمستوى رفيع من الصدق الإنساني والتأثير الوجداني والجودة الفنية، بحيث تضاهي التجارب الفعلية، أو تبزّها أحياناً؛ والنماذج كثيرة، أشير هنا إلى بعضها على سبيل التمثيل فقط: نجيب محفوظ، في “الكرنك”، وعبد الرحمن منيف، في “شرق المتوسط”؛ وفاضل العزاوي، في “القلعة الخامسة”؛ وغالب هلسا، في “السؤال”؛ والطاهر بن جلون، في “تلك العتمة الباهرة”، ونبيل سليمان، في “السجن”؛ وتركي الحمد، في “الكراديب”؛ وإبراهيم عبد المجيد، في “الإسكندرية في غيمة”.
النمط الثاني هو الأدب الذي يعتمد على تجربة اعتقال فعلية، لكن المؤلف لا يسردها من منطلق التسجيل والتوثيق وما يشبه السيرة الشخصية، بل يعمد إلى مزجها بعناصر من التخييل والحبكة ورسم الشخصيات وتنويعها، لأنه إنما يسعى إلى كتابة عمل روائي بالمعنى الفنّي للكلمة. وإذا صحّ أنّ هذا النموذج ليس الأكثر شيوعاً بين أنماط آداب السجون، فإنه قد يكون الأصعب والأشدّ مشقة، ولهذا فإنه يجتذب الدراسات النقدية والأطروحات الجامعية، بسبب من خصوبة عناصره وتعدّد زوايا النظر إلى بنائه الفني. أشير، هنا أيضاً، إلى بعض الأسماء على سبيل الأمثلة فقط: صنع الله إبراهيم، حامل جائزة ابن رشد لدورة 2004، في روايته “تلك الرائحة”؛ ومصطفى خليفة، في “القوقعة”، العمل الذي فاز بجائزة ابن رشد التقديرية الثانية في هذه الدورة؛ وهيفاء زنكنة، في روايتها “في أروقة الذاكرة”؛ وصلاح الدين الوديع، في “العريس”؛ وإبراهيم صموئيل، في “رائحة الخطو الثقيل”؛ وعماد شيحة، في “موت مشتهى”.
ـ وأمّا النمط الثالث فهو رواية الاعتقال التسجيلية، التي تعتمد على الذاكرة الشخصية في استعادة تفاصيل السجن، من الزنزانة إلى النزلاء الزملاء إلى السجان وجهاز الأمن؛ مروراً، في حالات عديدة، بوصف نوبات التعذيب وطرائقه، وأشكال المعاناة المختلفة. ذلك لا يعني، أبداً، أنّ هذا النمط لا يتحلى بسمات فنية رفيعة، بل قد يكون العكس هو الصحيح، خاصة حين يكون السجين متمرساً في الأدب والكتابة، وقادراً على تحويل حوادث السجن البسيطة إلى وقائع جبارة عالية التأثير، من حيث التعمق في بواطن الآلام والآمال، وفي التقاط النقائض النفسية بين مختلف الشخوص والنماذج الإنسانية داخل المعتقل. الأمثلة كثيرة هنا أيضاً، تبدأ من عائشة عودة، الفائزة بجائزة ابن رشد لهذه الدورة؛ وأحمد المرزوقي، الذي فاز أيضاً بجائزة ابن رشد التقديرية الثانية في هذه الدورة، في كتابه “تزممارت: الزنزانة رقم 10″؛ وتشمل أمثال نوال السعداوي، في “مذكراتي في سجن النساء”؛ وعبد اللطيف اللعبي، في “يوميات قلعة المنفى: رسائل السجن”؛ وياسين الحاج صالح، في “بالخلاص يا شباب”؛ وآرام كربيت، في “الرحيل إلى المجهول”؛ ومحمد ىالرايس، في مذكراته “من الصخيرات إلى تزممارت، تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم”، وسواهم.
هذه الأنماط الثلاثة تجمعها سمة مشتركة، هي خضوع المعتقل إلى سلطة استبداد محلية، بمعنى أنها نظام حاكم في بلد منشأ المعتقل؛ ولهذا ثمة سياق مختلف يميّز بعض آداب السجون، وهو خضوع المعتقل لاضطهاد سلطة خارجية، استعمارية أو استيطانية، بحيث تتخذ معاناة المعتقل وجهة المقاومة الوطنية، وتأكيد الهوية، والنطق بضمير شعب بأسره. النموذج الاستعماري الكلاسيكي نعثر عليه في كتابات كثيرة ضدّ قوى استعمارية مختلفة، في جميع الأقطار العربية تقريباً، ولكن في بلدان المغرب العربي بصفة خاصة، حيث يمتزج القمع السياسي بالقمع الثقافي واللغوي، إذْ يضطر الأديب إلى الكتابة عن تجربة الاستعمار، ولكن بلغة المستعمِر. وأمّا النموذج الاستعماري ـ الاستيطاني، فقد وفّره لنا أدب المقاومة الفلسطينية، كما تجلى لدى توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم بعد النكبة؛ وكذلك كتابات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزّة، في السجون الإسرائيلية، كما عند محمود شقير وعلي الخليلي وأكرم هنية والمتوكل طه، وسواهم.
إلى هذا، هنالك ذلك الأدب الذي يكتبه سجناء ليسوا سياسيين، بل هم سجناء الحقّ العام حسب التعبير الشائع، المدانون لأسباب قانونية شتى. ذلك لأنّ غياب الدافع السياسي أو الوطني وراء وجود السجين خلف القضبان، لا يُسقط عنه حقّ التعبير عن عذابات التجربة، ولا يلغي إمكانية إنتاج أدب ذي قيمة فنية وأخلاقية عالية. ومن جانب آخر، هنالك أدباء كثر كتبوا عن هذا الطراز من السجناء، من باب التخيّل الروائي، دون أن يكونوا قد خضعوا هم أنفسهم لتجربة السجن. وفي عبارة لأخرى، ثمة عشرات الروايات التي يكون السجن غير السياسي هو موضوعها، وبينها تلك التي تروي حكاية متهم بريء مثلاً، أو حكاية سجين دفعته ظروف قاهرة مختلفة إلى ارتكاب جرم أو جناية استوجبت العقاب.
* * *
أنتقل الآن إلى استعراض بعض الخصائص الأبرز لنصوص السجون في عملَيْ عائشة عودة، الفائزة بجائزة ابن رشد لهذه الدورة. ففي تقديمها لكتابها الثاني، “ثمناً للشمس”، الذي صدر سنة 2012؛ تقول عودة إنّ عملها الأوّل، “أحلام بالحرّية”، الذي صدر سنة 2004، ظلّ دون نهاية، وبالتالي كان الكتاب الثاني مكمّلاً للأوّل، وبمثابة استمرار للحكاية. وهذا صحيح، بالطبع، خاصة وأنّ مادّة الكتابين كانت مسجلة في دفاتر عودة بخطّ يدها، ولكنها لم تشأ إخراجها في صياغاتها الأصلية، “الجافة التقريرية والتوثيقية” كما تقول. وهكذا سعت إلى تحقيق حلمها بإعادة كتابة المادة الخام “بلغة حية، كما التجربة ذاتها؛ يكون فيها صراع وانتصار وانكسار وذبول وتلألؤ وغوص في العمق، لا مجرّد أحداث تُسجّل”.
كان هذا الخيار محطة فارقة، بالطبع، لأنّ أوراق عودة ـ التي بدأت توثيقية، أقرب إلى تدوين شهادة وتقرير ـ انتقلت إلى نوع كتابي مختلف تماماً، هو أدب السيرة الذاتية، وأدب البوح والاعتراف، عموماً؛ وهو، خصوصاً، أدب السجن. وعند هذه العتبة، لم تعد مادّة عودة مجرد وثيقة سياسية أو نضالية أو حقوقية، حول القمع والاعتقال والتعذيب والاحتلال الإسرائيلي، فحسب؛ بل صارت عملاً أدبياً يُثمَّن بصفته هذه تحديداً، بما له وما عليه من قيمة في معايير الأدب، فلا شفيع له ـ من الناحية الفنّية، في منظار النقد ـ أنه يصف تجربة فذّة في الصمود والمقاومة. وبقدر ما تعكس هذه العتبة شجاعة الكاتبة في مواجهة القارىء والذائقة العامة من زاوية الأدب، فإنها تنطوي أيضاً على وفاء خاصّ عميق لتجربة إنسانية فريدة كان من الإجحاف الإبقاء عليها في إسار التوثيق المحض والتسجيل البسيط أو حتى التبسيطي.
ولعلّ اللغة هي العنصر الثاني الذي يصنع الفارق الأدبي، والفنّي في الواقع، بين أوراق عودة الأولى؛ والأوراق ذاتها وقد صيغت على نحو جديد، في نصوص وفصول الكتابين، “أحلام بالحرية” و”ثمناً للشمس”. جدير بالتشديد ذلك التفصيل الذي يتصل بقدرة عودة على جَسْر الهوّة بين ثماني سنوات تفصل الكتاب الأول عن الكتاب الثاني، لجهة إقامة ارتباط وثيق بين شخصيتها الأسلوبية ومعجمها من المفردات والتراكيب كما كانت سنة 2004، وكما توجّب أن تصبح سنة 2012. فإذا استذكر المرء أنّ عودة لم تكن كاتبة محترفة، رغم أنها أصدرت، سنة 2007، مجموعة قصص قصيرة ونصوص بعنوان “يوم مختلف”؛ فإنّ هذا التوازن اللغوي، وما تجلى فيه من طموح عالٍ إلى مناوشة المجاز والإبداع أكثر من التقرير والتوثيق، ومزجٍ بين العامية والفصحى، واقتباسٍ من القرآن والشعر؛ يشكّل عامل تحليل جوهرياً في ترجيح انتماء النصوص إلى الأدب.
تقول عودة، على سبيل المثال الأوّل: “بعد ساعة أو ساعتين، بدأنا نتثاءب، والزمن أبطأ في سيره وكأنه لا يمضي وهو يتثاءب فاتحاً فمه وهو جائع كوعاء فارغ، لم نجد إلا القصص والذكريات لقيمات قد تسدّ رمقه”. وتقول، في مثال ثانٍ: “تحسسست الأرض بقدمي، شعرت بإلفها وبقدمي تحتفل بحريتها إذ لا شيء يقيدها. كل شيء فيّ حرّ. دبكت وعملت حركات بهلوانية تأكيداً على حرّية أعضائي كلها. هذا رائع!”. وفي مثال ثالث، تكتب: “ومع التحديات يتحول لون الحياة الكالح وإيقاعها الساكن إلى حيوية وتفجر، ويا أهلاً بالمعارك، ويا بخت مين يشارك، وفي المواجهات تتجدد حيويتنا وتتوحد إرادتنا وتخلق تحديات لعقولنا”. الفوارق بين الأمثلة الثلاثة هي دلائل على تنويعات الخطاب في لغة عودة، بين المجازي والمباشر والواقع في منزلة وسيطة، حتى ليمكن القول إنّ كامل المعادلة الدلالية في الكتابين قائمة على هذه التوازنات.
العنصر الثالث هو إعادة تركيب الشخصيات الحقيقية، أي زميلات الزنزانة بصفة خاصة، وإكسابهنّ حيوية إضافية تقرّبهنّ من النماذج الروائية الإبداعية، دون أن تبعدهنّ عن تمثيل أسمائهنّ ومواقعهنّ. وفي هذا الخيار، بدوره، نزعة عميقة إلى تكريم شخصية المعتقل، وضخّ جرعات إنسانية فردية على مناخات الاعتقال، التي قد تبدو رتيبة وراكدة في أي وصف تقريري محض لها. ثمة، هنا، محاولة بارعة لرسم بورتريهات وجيزة لشخصيات، فلسطينية أو غير فلسطينية، لا تقتصر أدوارها على توثيق حال المعتقل والنزيلات، لأنها في الواقع ترسم أيضاً نطاقاً إنسانياً تعددياً ومتبايناً، وتتقرى طرائق تحليل الشخصيات كما تطوّر ويتطوّر في فنّ الرواية الحديثة. ولولا معرفة القارىء المسبقة، من خلال الراوية نفسها، بأنّ أمثال نادية بريدلي، وتيريز، ود. بيرغر، وتيري جانسون، ورسمية، وعفيفة، ورفقة، وليلى عودة، وعائدة قمري، وانتصار بسيسو… شخصيات واقعية وحقيقية، لأمكن للقارىء أن يعتبرها شخصيات روائية، في كثير مما تؤديه هذه من وظائف.
العنصر الرابع هو الابتعاد بالنصوص عن التسجيل البسيط للحياة اليومية في المعتقل، والاقتراب بها إلى خيارات متعددة في السرد، تصنع مهاداً لحكايات متناسلة تجري داخل الزنزانة أو في أقسام المعتقل المختلفة. والكاتبة تلجأ، ببراعة روائية جلية، إلى التنويع بين السرد الخطّي المتعاقب، الذي يحكي الحكاية من ابتدائها حتى انتهائها؛ وبين السرد المتقطع الذي يستخدم الاسترجاع من الماضي، على طريقة “الفلاش باك”، أو توقيف الحدث في الحاضر، أو ردّه إلى المستقبل. هنالك، استطراداً، ما يشبه شبكة من القصص القصيرة، بعضها مكتمل فنياً بهذه الصفة تحديداً، وبعضها الآخر يشتغل على الحبكة المفتوحة التي لا تستخلص نهاية محددة بالضرورة، وبعضها يعتمد كذلك على صيغة استجماع الشذرات من وقائع ومذكرات يوم واحد مثلاً. وما يزيد من حيوية هذا العنصر أنّ عودة توسّع أجواء استقبال الحكاية، من خلال أنشطة ثقافية تقوم بها النزيلات من داخل السجن، بينها تنظيم مسرحية مستوحاة من عمل نجيب محفوظ “حكاية بلا بداية ولا نهاية”، أو إعداد مجلة تلفزيون أيضاً!
ختاماً، وفي العموم، يمكن القول إنّ كتابات عودة لا تدوّن تجربتها في السجن على نحو أدبي، فقط؛ بل تسعى إلى تخليد سجلّ وطني جامع، حول حقبة من نضالات المرأة الفلسطينية، خصبة وحافلة ومشرّفة، كانت ستبقى طيّ المذكرات الشخصية والمدونات الفردية؛ لولا أنّ حسّ الروائية استيقظ بقوّة في نفس الكاتبة، فأنصفت شعبها قبل أن تنصف ذاتها، وأضافت وثيقة أدبية جبارة في تراث بلد كان يسمى فلسطين، وصار ويظلّ يسمى فلسطين.
صبحي حديدي
ناقد، معلق سياسي، ومترجم سوري. ولد في القامشلي، سورية، سنة 1951، وتخرّج من جامعة دمشق – قسم اللغة الإنكليزية وآدابها، وتابع دراساته العليا في فرنسا وبريطانيا. نشر العديد من الدراسات، خاصة في نقد الشعر والرواية، والتعريف بنظرية الأدب والمدارس النقدية المعاصرة (ما بعد الحداثة، الخطاب ما بعد الاستعماري، القراءة والاستجابة، الموضوع الغنائي، النقد التاريخاني الجديد، قصيدة النثر…). نقل إلى العربية العديد من الأعمال، في التاريخ والفلسفة والنظرية الأدبية والرواية والشعر، بينها: كين كيسي، “طيران فوق عشّ الوقواق”، 1981؛ ميشيل زيرافا، “الأسطورة والرواية”، 1983؛ ياسوناري كاواباتا، “ضجيج الجبل”، 1983؛ صمويل هنري هوك، “منعطف المخيّلة البشرية”، 1984؛ إدوارد سعيد، “تعقيبات على الاستشراق”، 1996. شارك في تحكيم جوائز عربية عديدة، بينها: سلطان العويس (الإمارات)، الأركانة للشعر (المغرب)، محمود درويش (فلسطين)، الرواية العربية (مصر)، الشيخ زايد للكتاب (الإمارات). يكتب بصفة دورية في صحيفة “القدس العربي”، لندن؛ ويقيم ويعمل في باريس، فرنسا.