كلمة افتتاح اللقاء الرابع عشر لمشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية

علي خليفة الكواري

الأخوات والاخوة الكرام

نرحب بكم أجمل ترحيب. ونحي إختياركم هذا اللقاء السنوي المتجدد. ونشكركم على ثقتكم الغالية في جهود مشروع دراسات الديمقراطية لتعزيز المساعي الخيرة في البلاد العربية.

مقتطف من الكلمة الترحيبية التي القاها مدير مشروع دراسات الديموقراطية في الوطن عربي

في اللقاء السنوي للمشروع يوم 28.08.2004  في مدينة أكسفورد

     وجديٌر بالذكر أن المشروع بفضل هذا الاختيار والثقة الغالية قد تمكن من عقد أربع ورش عمل وعقد ندوات ولقاءات أخرى في موريتانيا والمغرب ومصر والسودان والأردن والبحرين. كما أنجز المشروع دراستي الجزائر ومصر ضمن برنامج الدراسات التطبيقية حول مستقبل الديمقراطية في الدول العربية.  ومن المنتظر ان تتم دراسة حالة كل من المغرب واليمن والأردن والكويت وربما السودان والبحرين وموريتانيا ايضاً. هذا إلى جانب الموضوعات المتدرجة والمتكاملة التي تناولتها اللقاءات السنوية الثلاثة عشر السابقة، والتي يبين ملخص نشاطات المشروع مدى تغطيتها للقضايا ذات العلاقة بالديمقراطية في البلاد العربية.

    وبفضل تراكم مساهماتكم الكريمة، يأتي لقاءُنا هذا العام حول موضوع “الأستبداد والتغلب في أنظمة حكم الدول العربية المعاصرة”، ليكون حلقة وصل إستراتيجية بين طموح الانتقال إلى أنظمة حكم ديمقراطية، وبين مرارة الواقع السياسي العربي، الذي مع الأسف يعمه الأستبداد ويرتكز وجود حكامه على حقيقة تغلبهم القسري على الحكم واستمرار ذلك التغلب بأدوات قمع وعنف وآليات إحتواء وإقصاء أمني داخلي وبرعاية أجنبية في كثيرة من الأحيان. لقد تدثر الحكام بالاوتوقراطية والثيوقراطية والعسكقراطية حتى وصلوا اليوم إلى نجاعة الامنوقراطية في تجديد الاستبداد على حد تعبير الزميل الدكتور حيدر إبراهيم علي. وقد مر حكم الاستبداد العربي المعاصر بكل إقراطية وقبل التبعية، دون ان يسمح للديمقراطية أن تجد موضع قدم لها في البلاد العربية.

    وبسبب تلك المراوغات السلطوية تحول أستبداد الحكام العرب إلى طغيان بفضل وضوح البديل الديمقراطي، ونتيجة لتداعي مسوغات الاستبداد عندما تبين للشعوب تأكل الإرادة الوطنية للحكومات وتجلي فشل الدول العربية في مجالي الأمن والتنمية.

     ومن هنا أيها الأخوات والاخوة …. ومن الحاجة إلى تفكيك الاستبداد وتنمية القدرة على مواجهة الطغيان والحيلولة دون إستمرار حكم التغلب القسري أو استبداله بحكم تغلب قسري أخر، يجب إن يبدأ العمل المشترك وان يتعاون ذو التوجهات الديمقراطية داخل مختلف التيارات والقوى والجماعات التي تنشد التغيير وتعي خطورة الاستبداد والوقوع في مصيدته.

    إن السبيل إلى الديمقراطية لا بد ان يمر بعملية تفكيك الاستبداد في الحياة السياسية الأهلية إلى جانب الرسمية. وفي تقديري المتواضع لا يمكن تفكيك الاستبداد في انظمه الحكم العربية حتى تبدأ عملية تفكيكه في الحياة السياسية الأهلية عامة والحركات التي تنشد التغيير خاصة، حتى يمكن ان يتم التوافق فيما بينها على مبادئ ومؤسسات وآليات أنظمة حكم ديمقراطية تكون بديله للاستبداد وحكم التغلب الراهن.

    فما هي الشروط وما هي المتطلبات التي يجب توفيرها من أجل تنمية القدرة الأهلية وتمكينها من تفكيك الاستبداد تدريجياً ومواجهة الطغيان في الحياة السياسية العربية.

    هذا هو السؤول الذي هدف موضوع اللقاء الرابع عشر لمشروع دراسات الديمقراطية إلى مناقشته ومقاربة الإشكاليات التي تحول اليوم دون التعاون الفعال بين ذوي التوجهات الديمقراطية من أجل العمل المشترك لتفكيك الاستبداد، وتنمية عدم القابلية الشعبية لأستمرار الأستبداد والطغيان علامة بارزة في الحياة السياسية العربية.

    ولعل الجلسة الختامية مساء اليوم وفي ضوء مناقشات الأوراق، تساعدنا على تنمية فهم مشترك أفضل لشروط ومتطلبات تفكيك الأستبداد ومواجهة الطغيان في الحياة السياسية للدول العربية. وربما إذا رأيتم ذلك، ان يكون البحث المعمق لتلك الشروط والمتطلبات موضوع اللقاء الخامس عشر في العام القادم.

    وفي الختام أتوجه باسمكم جميعاً بالشكر والتقدير للأخوات والأخوة الذين تطوعوا بكتابة الأوراق. وأعتذر لمن لم يتسنى تقديم ورقته في هذا اللقاء القصير. فقد بلغ عدد الأوراق التي نشرت على المواقع الصديقة، إثناء عشر ورقة كلها قيمة، ولم يكن بالإمكان تقديم اكثر من خمس أوراق أعتبرناها نماذج تطبيقية لحالة الأستبداد الراهن في أنظمة الحكم العربية. والشكر موصولاً لكل من قدم مساعدة لهذا اللقاء وقام بنشر الدعوة للكتابة أو الأوراق الواردة  واخص مركز دراسات الوحدة العربية ومجلة المستقبل العربي وموقعي الجزيرة نت والتجديد العربي. ولا يفوتني ان أتقدم بالشكر الجزيل لمركز الدراسات اللبنانية في اكسفورد واخص الصديق الأستاذ نديم شحاده مدير المركز بالشكر وكذلك الشكر والتقدير واجب لجامعة اكسفورد وكلية سانت كاثرنس.

   واخيراً وليس أخرا لا بد ان ينسب الفضل لأهله وأهل الفضل هم أنتم الذين وقفتم مع مشروع دراسات الديمقراطية وأكدتم بحضوركم ومساهماتكم في البحث والحوار صدقيتة التي هي اليوم عملة نادرة ووسام نعتز به

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial