الملتقى الثقافي العربي – برلين

نشرة تعريفية
الفكرة:
موجودة في قلب وعقل كل مثقف عربي امرأة كان أم رجلاً، والمثقف في نظرنا ليس كل من قرأ وتعلم، إنما كل من فكر وتألم، لواقع وحاضر هذه الأمة المهشم. وحاول قدر المستطاع والإمكان أن يتقدم، وأن يقدم شيئاً فكرياً وحضارياً من أجل أن يطبعه على صفحة التاريخ والمستقبل. ومن هنا كان شعارنا المرفوع ومنذ البداية : 
ليس المهم أن يعيش الانسان، بل المهم أن يترك أثراً ثقافياً بأنه عاش

النشأة:
ومن خلال صدف جميلة وفي محتواها ثقافية، “ورب صدفة خير من ألف ميعاد” أدت إلى أن تعقد أول أمسية في شهر سبتمبر/أيلول من عام 1999 في بيت الشاعر غساّن إبراهيم هذه الأمسية التي كانت بحدِّ ذاتها أمسةُ تعارف ولقاء، انطلقت بالفطرة وبهمة بعض الأصدقاء ودون أن ندري أو نُخططَ أو نشاء لأن تكون أمسية الملتقى الاولى، أي لحظة الصفر بلغة الصواريخ الكاشفة لمجاهل السماء. وهكذا عبرنا إلى الأمسية التالية التي عُقدَتْ في بيت الشاعر قاسم شبلي والتي دون أن نشعر بمرورِ الساعات امتدّت حتى الرابعة صباحاً ونوقشت فيها قضايا الأرض والسماء وما بينهما وفوقهما وتحتهما من فراغ وأشياء بصدرٍ رحبٍ وفكرٍ حرٍ وضاء. وعبرنا بنفس السرعة الكونية إلى الأمسية الثالثة التي عُقدت في بيت الشاعر سعيد علم الدين وكانت كسابقاتها تألُّقاً وإبداعاً وفكراً وعطاء.

التسميةُ والنضوج :
وبعد الامسية الثالثة تبلورت الفكرة ونضجت وكبرت ولم تعد البيوت الصغيرة حجماً بجدرانها الكبيرة هِمماً بسكّانها قادرة على استيعابها فانتقلنا إلى اتحاد أولياء الأمور العرب ومنهم إلى مطاعم مختلفة إلىأن حطّ بنا الرحال في مطعم سميراميس لصاحبه السيد أحمد الطاهر. وهكذا تطورت الفكرة واخذت طابعها المميز الحالي بهمة اثنين من الأصدقاء الفاعلين وهما : – الكاتب الصحفي النشيط مهنّد إبراهيم من المؤسسين الاوائل وهو صاحب التسمية “الملتقى” يُساهم بتنظيم الأمسيات وإدارتها وصياغة الدعوات ويقوم بالإتصالات ودعوة المشاركات والمشاركين وبالتغطية الإعلامية لنشاط الملتقى من خلال جريدة عرب اليوم التي يشغل فيها منصبَ مدير التحرير.- د. بهاء الخيْلاني أو بالأحرى بهاء الملتقى وبهاء العرب في برلين، المتذوق للأدب والشعر والفن وصاحب الصوت العذب الشجي الذي يحمل في ثناياه حنين أمة وهموم وطن. د. الخيلاني من رئاسة الهيئة الإدارية للإتحاد الثقافي العربي الألماني “القنطرة”. وهو الذي طور فكرة الملتقى بإدخال الموسيقى والغناء كعنصر مهم ومرافق للأدب والفكر والشعر وأعاد إلينا عبق ذكريات الأندلس بالفطرة ومن دون أن يدري أو يخطط. يساهم في الاتصالات المختلفة وفي دعوة المشاركات والمشاركين وفي تحمل الكثير من الأعباء.

ما هو الملتقى؟
ملتقى ومنتدى أدبي عربي حر ومفتوح لكل المثقفين والمتذوقين للأدب والفن والإبداع… والراغبين في التلذذ والاستمتاع أو في المشاركة والاستمتاع والتعبير عن مكنوناتهم وإغناء الملتقى: بكلمة طيبة وفكر منير، بإغنية عذبة ولحن أصيل، بأقصوصة طريفة وشعر جميل، وذلك من خلال جوٍ مرحٍ ديمقراطي منفتح، مبني على أساس الاحترام المتبادل للآراء وبالأخص الرأي والرأي الآخر أي الرأي والرأي المعاكس وبتشجيع الحوار الذي يؤدي إلى التفاهم والنقد الذي يؤدي إلى البناء والعطاء الذي يؤدي إلى الانطلاق، والانطلاق الذي يؤدي إلى الابداع، والإبداع الذي يحرك السكة والمحطة والقطار، بعيداً عن التعصب والتزمت والتحزب والتكمش والمغالاة في الأفكار.
ومن هنا يتبنى الملتقى دعم الثقافة العربية الأصيلة الوضاءة في جوهرها وأبعادها الانسانية وإظهار الحضور العربية في برلين بوجهه المشرق الحضاري الصبوح.

من هو الملتقى؟
هو نخبة من الصديقات والأصدقاء العرب المتواجدون في برلين اللواتي والذين لم تجمعهم فقط اللغة الواحدة المشتركة بلهجات مزركشة جميلة بل جمعتهم أيضاً الهموم والآمال والأحلام والمشاعر الدافقة. وهكذ فقد امتد الملتقى ثقافياً وجغرافياً من المغرب العربي إلى العراق الأبيّ ومن سوريا وفلسطين الحبيبة إلى السودان مروراً بمصر والأردن ولبنان فمن المغرب الأستاذة الجامعية سعاد بن صالح من رئاسة الهيئة الادارية للاتحاد “القنطرة”. والدكتور منير بن عبدالله. من العراق الدكتور بهاء الخيلاني، الاستاذة الجامعية لميس العامري، والفنان التشكيلي منصور البكري، والشاعر مرتضى الشيخ حسين. من مصر الاستاذ المهندس نبيل الشيوي وحرمه والمحامي ونير ميشائيل فرج وحرمه والكاتب خالد عباس والدكتور مصطفى هيكل. ومن السودان الدكتور حامد فضل الله مقرر جمعية حقوق الانسان العربية والمهندس الطيب محجوب. ومن سوريا الدكتور غسان الدويدري وحرمه، والسيد صفوان الدويدري، السيد خليل قرميد والمهندس صالح العزاوي صاحب مطبعة العزاوي في برلين. ومن فلسطين الاستاذ الجامعي فاروق عبوشي من رئاسة الهيئة الإدارية لاتحاد ” القنطرة”، الشاعر غسان إبراهيم، الصحفي مهند إبراهيم، والاستاذ زهير شنار وحرمه والسيد أحمد الطاهر وحرمه. ومن تونس السيد عبدالله الملوحي رئيس جمعية الودادية، والمهندس حامد مامغلي. ومن لبنان الدكتور سيمون حريق والشعراء قاسم شبلي، سعيد علم الدين، حسن الشامي، المترجم أمادو معيني والكاتب عصام فاعور. هذا بالإضافة إلى العديد من الصديقات والأصدقاء الألمان اللواتي والذين شاركوا في أمسياتنا.

مشوار العام:
لقد عاش الملتقى خلال العام المنصرم هواجس الوطن العربي بكامل حذافيرها وبكل ما فيها من أحلام وآمال، وكان قلباً عربياً نابضاً بالغربة، ينبض ويدق ويُشارك قدر المستطاع معاناة وفرح الأهل في الديار، وكما أنّ تحرير الجنوب اللبناني كان لحظة فرحٍ وارتفاع هِممٍ وتهنئة وانتصار كذلك فإن انتفاضة الأهل في فلسطين لوّنت أُمسياتنا وحوّلت أشعارنا وأغانينا إلى شموعٍ ودموعٍ وآهاتٍ وتظاهراتٍ تُشارك هموم ومعاناة أهلنا من أجل بناء الوطن الفلسطيني المستقل ورغم أنف الأعداء. ولقد كُتِبت أكثر من قصيدة إحياء لذكرى الشاب البريء محمد الدُّرة الذى اشتشهد برصاص الإثم الصهيوني وبلا ذنبٍ اقترفه وتضرّج بدمائه الزكية الغالية على حُضن أبيه العاجز على أن يحمي نفسه ويحميه وعجزه يُمَثِّلُ عجز أمة بالكامل.

وقد توّجنا أعمال السنة الماضية بأمسية جميلةٍ وعائليةٍ بمناسبة حصول السيدة العربية الفاعلة والمثقفة والمدافعة عن حقوق المرأة عصام عبدالهادي رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وعضو المجلس الوطني الفلسطيني على جائزة ابن رشد للفكر الحر في برلين. وشارك في هذه الأمسية الاتحاد الثقافي العربي الألماني ومؤسسة ابن رشد للفكر الحر والكثير من الفاعليات العربية وفي هذه المناسبة فإنّنا نُثَمِّنُ الدور الرائد الذي تقوم به مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لأنّ التخلُّف الذي هو أصل البلاء والمصائب والداء لا يُمكن أن يُحارب ولا يُمكن أن يواجه إلاّ بالفكر الحر النيّر البناء وبالحرية الفكرية والتعبير التي يفتقد اليها وللأسف الوطن العربي الكبير.
وكان لنا أيضاً في العام المنصرم لقاء حافل مع الشاعر السوريّ القدير عرفه.

أمنياتنا :
أن يستمرّ الملتقى وأن يتوسّع ويصبح له نماذج في معظم أماكن التجمع العربي في العالم وأن يُساهم بِقسطه الضئيل في جمع شمل العائلة العربية ورفع شأنها حضارياً وثقافياً.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial