في كل لغة تتردد دلالات مختلفة لمفهوم الحرية أشهرها ليبرتي الفرنسية والحرية الأميركية، وينبغي طرح السؤال عن مدى تردد دلالات “الحرية العربية ” اليوم وتاريخياً منذ اندلاع الثورات العربيىة. يناقش الفيلسوف المغربي رشيد بوطيب واللاهوتي الألماني، الفيلسوف وخبير الفكر الاسلامي ماركوس كنير Markus Kneer في محاضرتهما المشتركة كتاب فلسفة التحرر لمحمد عزيز لحبابي.
يلقي السيد رشيد بوطيب الضوء في المقدمة على موضوع الحرية والخطاب الفلسفي في اوروبا اليوم. ومفهوم الحرية في عصر الليبرالية الجديدة مفهوم سلبي من دون “الأنت” حرية تحاول أن تهضم الآخر وإخضاعه كاملاً. وايمانويل منير، وهو شخصية محورية في فكر الفردانية وأحد المؤثرون الرئيسيون بفكر محمد عزيز لحبابي، اعترض على هذا المفهوم الحرية المتسلطة وتحدث بدلا من ذلك عن مفهوم حرية التحرر.
يهتم ماركوس كنير بهذه الفكرة التحررية بالذات في فلسفة محمد عزيز لحبابي.
لقد أبرز العديد من المذكرات حول النضال من أجل الحرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أهمية كفاح “الأمم” من أجل الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار (مثلا نصوص فرانتز فانون فيما يتعلق بالجزائر). ولكن هل يسير التحرر الوطني جنباً إلى جنب مع التحرر الفردي والشخصي للأفراد؟ باندلاع الربيع العربي في عام 2011 والكفاح من أجل الحقوق الفردية تم نفى ذلك بشكل واضح.
ما هي الظروف السياسية والاقتصادية والثقافية التي يحتاجها الانسان ليصبح حرا؟ ما هي الشروط الذاتية اللازمة لممارسة حقوقه؟ طرح لحبابي بهذه التساؤلات في عام 1956 وهو عام استقلال المغرب – أي في وقت مبكر – فلسفة التحرر الإنساني مقابل خطاب تحرر الأمة. بهذا وضع لحبابي اسس “فلسفة التحرر” مواجهة لفكر الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون وجان بول سارتر قبل أن وضع الفلاسفة واللاهوتيون المسيحيون في أمريكا اللاتينية والأوروبية مفهوم “لاهوت التحرر”. نظراً إلى الوضع الحاضر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن كتاب لحبابي “الحرية أم التحرر؟ مقالة نقدية عن مفهوم الحرية لدى هنري بيرجسون”* ما يزال يعتبر ذات دلالة راهنة.
والمحاضرة ستكون باللغة الألمانية، والأسئلة والمناقشات ممكنة باللغتين العربية والإنجليزية، وسوف يتم ترجمتها من قبلنا بقدر المستطاع.
المؤلف: محمد عزيز لحبابي
درس محمد عزيز لحبابي (1923 – 1993) الفلسفة والفيزياء والدراسات العربية في جامعة كاين، وفي جامعة السوربون وفي المدرسة الوطنية للغات الشرقية فيفانتس، وفي 1959 أصبح أول أستاذ مغربي للفلسفة في جامعة محمد الخامس في الرباط التي تأسست حديثا آنذاك. أسس الجمعية المغربية للفلسفة، واتحاد الكتاب المغاربة والنادي الثقافي لحوض المتوسط ومجلات مختلفة. من 1969 إلى 1974 درّس في الجزائر ، ثم في المغرب وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية. المؤلفات: De l’être à la personne. Essai de personnalisme réaliste (1954), Liberté ou libération? (1956), Du clos à l’ouvert (1961), Le personnalisme musulman (1964), Ibn Khaldun (1968), Le Tiers Monde accuse (1980), La crise de modèles (1987).
المحاضران:
ماركوس كنير
درس ماركوس كنير اللاهوت الكاثوليكي في بادربورن/ألمانيا وماينوث/ايرلندا والفلسفة والدراسات الإسلامية في مونستر/ألمانيا، وموضوع أطروحة الدكتوراه في اللاهوت الكاثوليكي عن العلاقة بين معاداة اليهودية والعقلانية في بادربورن، كان 2009-2016 ممثل الأبرشي للحوار الكاثوليكي الإسلامي في أبرشية بادربورن، منذ عام 2011 هو محاضر في الدراسات الإسلامية في كلية الفلسفية اللاهوتية مونستر/ألمانيا.
رشيد بوطيب
رشيد بوطيب من مواليد 1973 مدينة مكناس/المغرب، درّس من 1992-1998 الدراسات العربية والإسلامية في الرباط/المغرب، ومن 2000-2006 الفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم السياسية في ماربورغ/ألمانيا. في عام 2012 حصل على الدكتوراه من جامعة فرانكفورت/ماين عن “نقد الحرية: التحول الأخلاقي لدى ليفيناس”. يعمل أستاذا للفلسفة في فرانكفورت/ماين وصحفيا ومترجما.
تدير الجلسة كورا يوستينغ ، مؤسسة ابن رشد للفكر الحر
* نشرت في عام 2018 في لكلاوس شفارتز دار نشر والترجمة: ماركوس كنير