تجدد الاستبداد في الدول العربية الدور المستقبلي للامنوقراطية

يأتي هذا اللقاء وكلمة الإصلاح تملأ كل أنحاء الحياة العامة- على الأقل بين النخب العربية وحلقات المثقفين، مما يوحي من الانطباع الأولي أن نهضة أو صحوة تلوح في الأفق وأن العرب قد شرعوا في تأسيس بدايات نحو التحول الديمقراطي ونهايات عهود الاستبداد وحكم التغلب والشمولية وحكم الفرد. وقبل أن يبدأ العرب في البناء والتمهيد والإجماع حول الحاجة إلى تجاوز عهود الاستبداد وغياب الديمقراطية، دخل المثقفون في نقاش شكلانيات الإصلاح هل يأتي من الداخل أم الخارج؟ هل نحن في حاجة إلى إصلاح ديني أم لا؟ هل هو الإصلاح أم التغيير الجذري والثورة؟ هل هو نخبوي أم جماهيري؟ وهكذا ضاع السؤال الجوهري والأول وهو: إصلاح أم استمرارية؟ هذه وضعية تعكس الركون والإلفة والاعتياد- بوعي أو لا وعي- إلى الاستبداد باختلاف درجاته وتجلياته الواقعية. باختصار، لم يحن وقت القطيعة مع الاستبداد أو بمعنى أدق- الاستبدادات، لأننا قد نكون ضقنا ذرعاً بالاستبداد السياسي ولكن مازلنا نحتاج إلى الاستبداد الديني أو الفكري أو الثقافي أو الاجتماعي. خاصة وأن الدعوة للديمقراطية تمثل تجزئة للحرية وتختزلها في التداول السلمي للسلطة أي تركز على التعددية السياسية أو الحزبية.

Continue Reading
Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial