خطاب التكريم للأستاذ فريدر شلايش

Deutsch

كلمة تكريم الأستاذ نوري بوزيد الفائز بجائزة ابن رشد للفكر الحر لسنة 2007

للأستاذ فريدر شلايش

30/11/2007

سيداتي وسادتي، عزيزي نوري بوزيد


عندما طُلب مني إلقاء كلمة التكريم لنوري بوزيد، كنتُ قد سمعتُ لأول مرة عن جائزة ابن رشد للفكر الحر. وفي الوقت الذي أرى أن الفكر الحر وحرية إبداء الرأي بالنسبة لي من البديهيات أدركتُ وخصوصاً عند الحديث عن فيلم بوزيد الاخير “آخر فيلم” مدى الحذر الشديد الذي يتوجب على الفنانين اتخاذه في العديد من الدول، فقط لكي يحافظوا على حياتهم.


وجائزة ابن رشد هي جائزة للفكر الحر وتُمنح للمرة الأولى لمخرجي الأفلام وهي جائزة غير عادية في مجال الإخراج السينمائي حيث يسود الرأي بأن الرسائل يمكن أن ترسل بالبريد.


أنه يُشرفني بأن يُسمح لي هذا اليوم تكريم أحد المخرجين الذي عرفته كأستاذ عظيم في مجال السينما منذ أكثر من خمسة عشر عاماً. إنسان مكافح لا يعرف السكون، منفتح جداً يُساعد الآخرين الأمر الذي أفادني عندما عملت في فيلمي القصير الأول آنذاك في تونس.


عزيزي نوري بوزيد، أهلاً وسهلاً بك في برلين، هنا في معهد جوته الذي لا يبعد كثيراً عن المكان الذي التقينا به للتشاور حول فيلمك الأخير “آخر فيلم”. إنه يُسعدني أن هذا الفيلم الذي انتهى العمل به سوف يُعرض هنا لأول مرة في برلين بحضورك الشخصي بعد غد الأحد.


حياة المخرج السينمائي تتداخل مع أفلامه. يتذكر سنوات إخراجها مثلما يتذكر أعياد ميلاد أولاده وتبقى هكذا جزءاً من حياته لا تفارقه أبداً. وهنا أود أن أعطي لكم لمحة عن حياة نوري بوزيد.


ولد نوري بوزيد في مدينة “صفاقس” ثاني مُدن تونس حجماً. وكان يقول عن نفسه انه ابن نوادي السينما وفي أوائل الستينات كان أحد أعضاء نوادي مدينة “صفاقس” المبدعة Club Lumiere. وكان يعرف عندما كان في نهاية دراسته الثانوية أنه سوف لن يعمل إلا في مجال السينما. بعد رفض طلبه المنحة التعليمية عمل في تلفزيون تونس حديث الإنشاء. لم يُكمل عمله في التلفزيون بل توجه إلى باريس وقدم طلباً لمدرسة السينما IDEC ولكن الدراسة في ذلك الوقت من سنة 1968 لم تكن ممكنة فقد انتشرت الثورة الطلابية. ولم يستطع الرجوع إلى تونس فقد تم أيضاً إضراب شركات الطيران واضطر أن يبقى في باريس أربعة شهور. وكان لهذه الشهور الأربعة أبلغ الأثر في صقل شخصيته وتعيين مصيره حتى أصبح ينعت نفسه ب “ماوي” (نسبة لماوتسي تونج). وقد استطاع البدء بدراسة الفيلم في المعهد الوطني العالي للفنون المسرحية في بروكسل. بعد أربع سنوات من دراسة الفيلم رجع إلى تونس حيث تم سجنه لمدة خمس سنوات بسبب أفكاره الثورية التي أحضرها معه من باريس ولانتمائه لإحدى المنظمات اليسارية في تونس (تنظيم «GEAST»: تجمع ” آفاق” للدراسات والعمل الإشتراكي بتونس). وكانت تلك السنوات من 1973-1979.


وبعد العودة إلى الحرية عمل بوزيد في مساعدة الإخراج مع مخرجين أصدقاء وفي مشاريع أفلام دولية كانت تُنتج في تونس. مرت بضع سنوات قبل أن يستطيع بوزيد 1986 أن ينفذ مشروعه الأول الخاص به بفيلمه (ريح السد) بدعم من وزارة الثقافة والكثير من الزملاء والأصدقاء.


ويدور هذا الفيلم، وترجمة إسمه الحرفي “رجل من رماد” عن شاب من مدينة “صفاقس” يلاقي صعوبة في إيجاد مكان لنفسه في المجتمع. يبدأ ابن العشرين بالتسائل عن قيمة حياته السابقة عندما تقرر عائلته تزويجه.


بجانب إصراره في التركيز على موضوع الفيلم يُظهر فيلمه الأول “سد الريح” مهارة بوزيد المهنية وأستاذيته. أن هذا الفيلم رائع وحيوي وعالي الجودة في التصوير المعبّر. يُحدثنا الفيلم بواسطة شخصيته الرئيسية عن الحيرة التي تنتاب الشباب التونسي الذي يتمزق من التناقضات بين التقاليد والعائلة، الحرية الشخصية والسعادة بين الأخلاق والطهارة. وبهذا الفيلم “ريح السد” يُثبت بوزيد انه أهل نفسه للمعهد العالي للأفلام ليُظهر المخفي ويتحدث عن تابوهات المجتمع بشكل انقلابي.


كان تاثير الفيلم الذي عُرض في مهرجان الفيلم في كان مثل فعل القنبلة وحاز على العديد من الجوائز. كذلك في تونس لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً ولم يوفر مساحة للناقدين إلا قليلا وذلك لأن نظرة الفيلم النقدية للمجتمع كانت تتحلى بالذوق العالي مع الحب والتعاطف لشخصيات الفيلم.


تمكن بوزيد بعد ذلك من إخراج فلمين آخرين على التوالي مع المنتج أحمد عطية المتوفى حديثا ثم كتب العديد من السيناريوهات لمخرجين آخرين.


ومن الأفلام المعروفة جداً والتي كتب سيناريوهاتها: “حلفاوين” لفريد بوغدير و”صمت القصور” لمفيدة التلاتلي. كلاهما حصلا على نجاح عالمي. وقد يتسائل المرء لماذا لا يستعمل بوزيد مواد تلك الأفلام المؤثرة في الجمهور في أفلام يُنتجها هو شخصياً يتبادر للمرء السبب وهو أن بوزيد بحاجة إلى مواد أكثر راديكالية وتأثيراً لتكون باعثاً لإنتاج أفلامه.


ويظهر أن نوري بوزيد أراد في فيلمه التالي “صفائح ذهب” استغلال فرصة النجاح الكبير لفيلم “سد الريح” وأن يتوسع جرأةً في الموضوع. ويمثل الفيلم موضوع سياسي حساس كما تبينَ في شخصية “سد الريح”. هنا يُحدّثنا الفيلم عن إعادة تأهيل أحد السجناء السياسيين في المجتمع التونسي.


في سنة 1991 يأخذ بوزيد موقفاً من حرب الخليج في فيلم مشترك مع مخرجين عرب آخرين قبل إصدار فيلمه الأكثر شهرة “بيزناس” عام 1992. في هذا الفيلم يدور الموضوع حول الدعارة بين السائحات الأوروبيات والشباب التونسي. الشاب التونسي “روفا” يتعيش من بيع جسده ويحلم بمغادرة بلدته “سوصة” والسفر إلى أوروبا. وهو يخفي على خطيبته التونسية هذا الجانب من حياته فهو اتجاهها مختلف يقيس علاقته معها بمعايير أخلاقية أخرى. يوسع بوزيد من خلال فيلم “بيزناس” نطاق عمله السينمائي فيصور الأزمة والصراع بين العالم العربي والعالم الغربي (الشرق والغرب). وابتداء من هنا يأخذ الحلم بأوروبا في أفلام نوري بوزيد دوراً كبيراً.


ومن الملفت للنظر أن الشخصيات النسائية في جميع أفلام نوري بوزيد بارزة قوية مثيرة للاهتمام ودور المرأة في المجتمع التونسي في جميع أفلامه مهم جداً. في فيلم “بنت فاميليا” (تعبير تونسي يعني ابنة الاصول) يُسند دورالبطولة لامرأة لأول مرة. بعبارة أدق يدور الفيلم حول ثلاث نساء درسن في الجامعة واكتشفن الحرية ومع ذلك يعشن ضمن إطار نظام عائلي صارم يكون فيه الزواج الشئ الوحيد المهم.


ويواصل فيلم “عرائس الطين” عام 2002 موضوع فيلم “بنت فاميليا” من وجهة نظر مختلفة. في هذا الفيلم فتاة شابة والبنت فضة التي تبلغ من العمر تسع سنوات بيعتا من قبل أهليهما من قرية في جنوب تونس إلى المدينة الكبيرة كخادمتين في بيوت المدينة ، تعكس صورة أخرى لواقع اجتماعي آخر في تونس اليوم.


سواءً كانت أفلامه تنقد الأنظمة الأبوية أو السجن السياسي أو الدعارة أو حرب الخليج أو تشغيل الأطفال فإن نوري بوزيد لم يستغل مواضيعه أبداً. كان دائماً يعمل بحب استطلاع وكانت تشغله مواضيع أفلامه سنوات عديدة. كان يغوص عميقاً بنفسية شخصياته، يتحدى ويستفز نفسه وجمهوره. ومن أكثر الأمور غرابة أنه لم يكلّ أبداً في معركته ضد طواحين هواء المقاومة الحكومية. بالعكس، ففي آخر فيلم له الذي كنتُ بنفسي مطلعاً على إنتاجه يطرح نوري بوزيد السؤال الذي كان ُيشغله منذ 11 سبتمبر: لمَ الإرهاب؟


ويدور الفيلم حول الشاب بطحا الذي جعل نفسه أضحوكة بين الأصدقاء والعائلة عندما يختار الرقص وفن الحياة مهنة له. هذا النوع من الفردية غير مرغوب في تونس. تستغل إحدى المجموعات الأصولية وضعه اليائس وتجنده بوعود كاذبة لتحقيق أهدافها. ويوضح الفيلم كيف تكاد المجموعة تنجح في غسل دماغ بطحا لدرجة تغيير طبعه وقناعاته 180 درجة.


عندما سمعت عن مشروع فيلمه كان ما زال بعنوان كاميكازي (انتحاري). أما عنوانه الحالي فهو Making Of أو الفيلم الأخير. ينقطع تسلسل الفيلم مراراً ويغير وجهة النظر وراء عدسة الكاميرا ويظهر شكوك الممثل الذي في دورالبطولة وخلافاته مع المخرج، الدور الذي يمثله نوري بوزيد بنفسه. هذا المستوى التطلعي للـ Making Of (للإخراج) أي إلقاء نظرة من وراء الكاميرا كانت بمثابة تحريكة شطرنج لم تكن بارعة فقط استطاع من خلالها مناقشة القضية وعرضها بل لولاها لما استطاع إخراج الفيلم أصلاً. هذه كانت الطريقة الوحيدة التي مكّنت تونس من تصوير شخص يستعد للقيام بعملية انتحارية تصويراً إنسانياً، إضافة بأن منح الدور الرئيسي لممثل بارع يكون لوجهه تعبيراً جذّابا ًيُُمكنّه من تفسير التغيرات التي يمر بها بشكل منطقي وإظهار إمكانية تفاديها.

ولربما هو منهاج نوري بوزيد الخاص كي يفتح صدره وقلبه لشخصياته المهمّشة التي ينظر إليها بعين ناقدة ولكي يفهمها ويستطيع مساعدتها.


لكن حتى مع هذا “الفيلم الاخير وبهذا المستوى لم تنته مشكلات الإنتاج بعد. لقد بدأ نوري بوزيد بتصويرالفيلم دون أن يتأكد من إكمال تمويله، لأنه كان يعلم أن أي تأخير يعتبر مجازفة. وسط عملية التصوير نفذت مواد التصوير وحتى في مرحلة الإنتاج النهائي كان هناك تأخير لعدة شهور لأن الوزارة المسؤولة رفضت دفع الأقساط الموعودة.


عندما أصبحت النسخة الأولى من الفيلم جاهزة وبالتحديد منذ عام نعى بوزيد الفيلم على أنه طفل يتيم . دعوة واحدة من مهرجان سينمائي عالمي كانت تكفي لإعادة الاعتبار للفيلم وتجاوز مقاطعته، إلا أن مهرجان برلين السينمائي ” البرليناله” رفضت إدخال الفلم في البرنامج مع العلم أنه لم يعرض في ذاك الوقت – قبل عام – سوى فيلم إفريقي واحد.

وجاء الفرج هذه المرة من بلد المخرج نفسه، حيث تم عرض الفيلم في مهرجان قرطاج السينمائي وحصد العديد من الجوائز، وهكذا ذاع صيت الفيلم عالمياً وبدأ يعرض في دور السينما ابتداءً من نيويورك مروراً بتورمينا في ايطاليا حتى وهران في الجزائر حيث حصل الفيلم على أهم الجوائز التقديرية.

إن الحفاظ على هذا النجاح يحتاج بدون شك الى روح كفاحية مميزة وهذا ما يتميز به به نوري بوزيد. لم يختبأ بوزيد خلف أي من أفلامه بل كان يُظهر لنا نواقص مجتمعاتنا في كل فيلم يُخرجه.

لم يكلّ أبداً ولم يسقط في إغراء إنتاج أفلام تصور الشرق على أنه العالم الجميل الغريب exotique وتعدُ بالتسويق الرائج. يُعد بوزيد بالتزامه السينمائي الجاد والحازم من كبار مخرجي الأفلام العالميين ويمشي في خطى من يُعتبرون المثل الاعلى مثل Pasolini بازوليني، جودارد Godard وشاهين.

إضافة إلى عمله كمخرج فإن نوري بوزيد له نشاطات أخرى غير إنتاج الأفلام. ففي مهرجان لوكارنو ( سويسرا) الذي شاركت فيه ألقى كلمة باسم مجموعة من المخرجين المغاربة. والجدير بالذكر أن بوزيد قام بتأسيس مدرسة لنقل ارثه السينمائي إلى الأجيال الصاعدة.


عندما تمنح جائزة ابن رشد في ألمانيا فإن هذا لا يعني فقط تكريم أحد الفنانين العرب وأنما حدث كهذا يحثُّنا على البحث في علاقة ألمانيا بالعالم العربي. أن تجاربي ومحاولاتي المتواضعة كمخرج ومنتج للقيام بأعمال مشتركة كانت في السنوات الأخيرة تدعو لليأس. أن نظام دعم الأفلام الألماني وخاصة مؤسسات الإعلام الحكومية ليس لديها مال كافي للدعم يُذكر أو هي غير مهتمة بتقديم أي دعم لأي عمل مشترك. إن ميزانية صندوق دعم السينما العالمي World Cinema Fund “WCF” صغير لدرجة أن إمكانية نجاح تقديم طلب دعم يُعادل حظ ورقة اليانصيب. وكما ذكرت لم يشهد معرض برلين السينمائي الأخير أي عرض لفيلم عربي باستثناء فيلم إفريقي واحد، مع العلم إن عروض الأفلام العربية في السينما بشكل عام أصبحت مقتصرة على المناسبات الخاصة.


إن جائزة ابن رشد هي جائزة للفكر الحر ولكن السؤال الذي يراودني إلى أين يمكن أن تقودنا حريتنا في ألمانيا وفي أوروبا ، عندما لا يكون هناك مجال لعرض أفلام مميزة مثل ” الفيلم الأخير” Making of على شاشات التلفاز العامة أو عندما يمنع عرض فيلم سياسي في مهرجان سينمائي بادعاء أن هذا فيلم تقليدي في بنيته!


انطلاقاً من هذا على كل واحد منا أن يتحمل مسؤوليته ويعير انتباهاً أكثر للمضامين على أن يكون ذلك مصحوباً بالفضول القادر على قراءة ما بين السطور. إن تبادل الخبرة بين مخرجي الأفلام العرب والألمان يجب أن يكون أوثق. وهذا لا يدث عن طريق الكلمات الرنانة إنما عن طريق المساعدات المالية التي تدعم الإنتاج. لا يمكن أن نشاهد أفلام عربية أكثر تُعرض في ألمانيا إلا بواسطة مشاريع محددة واتصالات شخصية.

يجب أن لا يفوتني هنا أن أذكر أن المركز البروتستنتي لدعم إنتاج الأفلام في الدول النامية

(Evangelisches Zentrum für entwicklungsbezogene Filmarbeit)

– وصاحبها برند فولبرت Bernd Wolpert – يعتبر استثناء كبيراً حيث دعم حتى الآن ثلاثة أفلام لنوري بوزيد.


قبل عشرين سنة بالضبط سؤل بوزيد في مقابلة صحفية لماذا يُنتج الافلام؟ فأجاب “إن السينما تسمح لى بوضع مرآة أمام أعين المجتمع ببطئ وحذر حتى يتعرّف على وجهه الحقيقي. وفي التعرّف على صورتنا الحقيقية نعترف بهزائمنا”.


إنني أشكر باسمي وباسم هذا الحضور نوري بوزيد لمحافظته على هذا الموقف الملتزم والصارم.

فريدر شلايش مخرج ومنتج أفلام

Photo Frieder Schlaich
Frieder Schlaich

سيرة حياته والتعريف بإعماله
ولد فريدر شلايش عام 1961 في شتوتغارت/ألمانيا. درس علم الإعلام النظري في أكاديمية الفنون في هامبورج.

جمع خبرة من عمله المشترك مع كل من رولاند كليك، ألفي ميكيش، رولاند إيميريش و هاينس أيميجهولس (Roland Klick, Elfi Mikesch, Roland Emmerich, Heinz Emigholz) ومن ورشات عمل مع كريشتوف كيسلوفسكي وتسو هارك (Krysztof Kieslowski, Tsui Hark)

باكورة عمله المحترف كان في عام 1993 حيث أنجز فيلماً قصيراً في المغرب بعنوان “على شاطئ مرقاله” عن قصة قصيرة للكاتب باول بولس، من هذا الفيلم القصير وعلى أساسه طور فيلمه الطويل “باول بولس – الهلال” الحائز على جائزة النقد للفيلم الألماني وجوائز أخرى.

عمل بالاشتراك مع ويلفريد مينك (Wilfried Minks) في عدة مسارح كبيرة واشترك بإخراج مسرحيات لـ تانكريد دورست، راينالد غوتس أو ألبرت أوسترماير (Tankred Dorst, Rainald Goetz, Albert Ostermaier).

أول مسرحية تولى إخراجها بنفسه كانت مسرحية “الملاك الصغير” عام 1998 للكاتب ماركو بالياني.

عرض فيلمه “أوتومو” بتمثيل إسحق دي بانكوليه وأيفا ماتس (Isaach de Bankolé, Eva Mattes) عام 1999 في أكثر من 50 مهرجاناً دولياً للأفلام وقد لقي نجاحاً كبيراً، وعرض على شاشات السينما في أمريكا، وحاز على جوائز من مدن كثيرة مثل هوف، فالينسين وبرجامو. وفي عام 2001 أنتج فيلماً قصيراً عن مقطع من مسرحية “الغريبة الجميلة” لكلاوس بول (Klaus Pohl) كمشهد من الفيلم الناجح “أفلام الـ 99 يورو” المكون من عدة قصص لمخرجين عديدين. أسس فريدر شلايش مع إيرين فون ألبرتي (Irene von Alberti) “غاليري أفلام 451” سنة 1992 وهي عبارة عن شركة إعارة وتوزيع وإنتاج أفلام وبالذات أفلامه الخاصة. أنظر (www.filmgalerie451.de).

ويقول عن علاقته الخاصة بالبلاد العربية: “منذ زيارتي الأولى للجزائر وأنا في الحادية عشرة من عمري إلى الآن والعالم العربي يثير اهتمامي ويجذبني. لهذا تجدني أبحث عن الحوار من خلال العديد من مشاريعي السينمائية: أدرت قبل سنتين ورشة عمل فيديو في معهد جوته مع طالبات مدارس مدينة جنين، وكذلك أدرت في خريف سنة 2007 ورشة عمل مع طلاب جامعيين في الجزائر. قمت بالمساهمة في إنتاج آخر فيلم للمخرج نوري بوزيد (الفيلم الأخير، „Making Off“ ). وحالياً نعد إخراج فيلم جديد في المغرب بعنوان “Tangerine”.

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial